استيقظ
لا يعرف كم مر عليه في سباته العميق
استيقظ
لا يعرف هل استيقظ الصباح ام مازال ظلام الليل الحالك يسيطر على العالم.
كانت
هي اخر احلامه وكل احلامة كالعاده,استيقظ ودمعته لم تجف من على الوسادة, لكنه لم
يحفل بما كان ينزف من عينه , فهو فارس ينزف ولا يهتم بمعرفه من اين !!
ذهب
ليغسل وجهه , لم يقع نظره على المرآة , فهو يعلم ما سيراه فيها , وجه لرجل منهزم
تختلط دموعه بقطرات الماء.
مسح
وجهه بمنشفة معلقه على الباب , ثم ذهب ليرتشف المياه من زجاجة كان قد وضعها في يوم
ما في الثلاجة , اخبره احد اصدقائه ان الماء تغسل القلب و في طريقها تأخذ الذكريات
و تطهر النفس , لم يصدقه تماما لكنه كان يائس حد فعل أي شئ أي شئ لمجرد اقتران هذا
الفعل بالتغيير , فقط ما يريده هو الخلاص .
جلس
امام شاشة الكمبيوتر ليبدأ يومه عله يكون يوما غير ما مر به, لديه عملا مؤجل يتمنى
ان يجد طريقة لاتمامه, اخذ في تصفح رسائل بريده الإلكتروني, هناك 12 رسالة جديدة.
هناك ثلاث رسائل من صديقه يرغب في الاطمئنان عن حالة , ويطلب منه ان يفتح تليفونه لاطلاعه
على موضوع هام .
هناك اربع رسائل من رب عمله , يظهر فيها غضبه لعدم ارساله اي مقال منذ فتره ليست
بالقصيرة وقراءة ينتظرون .
هناك أربعة رسائل من دار النشر تريد ان تطمئن منه على مجريات روايتة الجديدة .
توقف
قليلا عند اخر رسالة, شعر بأن الوقت قد تدمر, الحياة وعقارب الساعة بدأت في العودة
للوراء .
رسالة
منها !!
لقد
انقطعت علاقة الحب بينهم منذ فترة, لكن بينهم
صلة دم لا يمكن قطعها.
ارتجف
قلبه, و اتسعت عينيه , شعر بإحساس كان قد فقده بين خراب قلبه, بدأ عقله في التفكير
إلى ما وراء هذه الرسالة.
هل
تطلب من السماح والعوده مرة اخرى إليها؟
هل تداعبها مشاعر الحب مره اخرى ؟
ام
انها صله الرحم من طرقت الباب ؟
ام
ام
طريق
طويل لا نهاية له .
قطع
على عقله استغراقه في التفكير , فقد سئم من عقله وأفكاره وما يعيشه كل ليله من دوامات
التفكير في الماضي, وقرر اقتحام رسالتها على الفور .
لكن
ما وجده لم يزور عقله, فلم يكن يتصور ان امانية لم يعد لديه الحق فيهم, ان كل
الفرص قد تبددت ولم يبقى لديه سوى الأحلام, حتى الاحلام لم تعد ملكا له , ليس هذا
فقط بل عليه ان يذهب ليشاهد مراسم اختناقه و دفنه بنفسه , عليه ان يظهر ابتسامه
بين الحين والاخر , و سعادة غامرة لكل من يسأله عن أحواله .
وجد
رسالتها كالتالي :
" أزيك
ايه الاخبار؟
يارب تكون بخير
اممممممممم
يوم
الخميس الجاي خطوبتي على أحمد إن شاءالله
هوه مكسوف يقولك بنفسه عشان يعني الحساسية وكده
مع
اني قلتله ان الموضوع الي كان بينا كان من زمان وكل شئ بينا انتهى وكل شئ قسمة
ونصيب لكن برده هوه مرضاش يكلمك بس انا كان لازم اكلمك عيب يعني تبقى ابن عمي
ومتجيش
انا
حاولت اكلمك على رقمك بس لقيته مقفول
مستنينك
يوم الخميس ان شاء الله في بيت جدو
اوعى متجيش " .
قرأ
الرسالة , أغلق الرسالة، لم يذرف دمعة واحدة
فقط
ذهب يحتضن سباته العميق .......